مقالات

مابعـد الحـدث ، بقلم جابر سعيد ـ أرض الهرم

4-Sep-2005

المركز

قطـع شـك ان الكتابة تحــت عنـوان ماقبـل الحـدث يحتـاج الى جهـد أقـل مـن الكتابة تحــت عنـوان مابعـد الحـدث ولــكن للضـرورة أحكام فمـن يتجـرأ على فتح البـاب الموصـد لابـد ان يحـاول اغـلاقه،

ومـن هنـا أبـدأ محاولة الاٍغـلاق فأقـول: أفـاد القادمـون مـن حـيث قـرأ تاريخنـا ونوقـشـت قضايانـا الوطـنية خـلال الاسـبوع المنصـرم، كمـا أفـاد الاسـاتـذة جمـال همـد وعبـد ألله محمـود وعبـد الـرازق كـرار وهم القائمـون على ادارة المـركـز الإرتري للخدمات الإعلامية ، وبـاقى فـرسـان الكلمـة الخبـرية والتحليلـية جـزاهم عنـا كل خيـر، فقـد تفضـلوا هـؤلاء الفـرسـان بتقـديم وجبـة خبـرية دسـمة جاءت تحمـل وصفـا دقيقـا صورته عيـون الكاميـرت بالاٍضـافة الى حـروف العـربيـة مضـيئة خطتهـا اقـلام هؤلاء الشـباب، حـيث قالـوا ان الحـدث كان عظيمـا كمـا وكيفـا، وقالـوا انه حمـل فى جنباته عشـرات الاحـداث الصغيـرة والكبيـرة الملتهـبة التى كانـت قابـلة للاٍنفجـار خيـرا او شـرا مالم تجـد التـرحـيب او التطـبيب العاجـل. كان الكـل هنـاك صـفوة وعامة .. منـاطق وألسـن واٍثنيـات وعقائـد، كان الحـدث كالصـلاة الجامعـة التى يؤمهـا الجميـع، صـلاة سـياسـية يحفهـا نـور وذرات رمـل وضبـاب، لكنهـا خلـت مـن الظلم والظـلام على الأقـل الظلم المبـرمج مـع السـبق والاصـرار … كان حـدثـا كبيـرا جـاء بحجم قضايانـا العادلـة التى تطـرح عـادة فى محافلنـا الحـريصـة على الأهـل والـوطن … كان الحـدث حاويـا كل معاناة الانسـان الارتـرى المعارض منـه والموالى، وكان الكادر الوطنى حاضـرا فى قـلب الحـدث السـعيـد، فقـد تسـابق فى طـرح كافة القضايـا بشـكلهـا الثقافي والجغـرافى والـوطنى، كمـا أجتهـدوا لاٍيجـاد الحلـول العادلة لهـا، أيضـا كان الاٍيثـار حاضـرا فقـد أنتـزع العشـرات أسـمائهم طوعـا مـن كشـوفات التـرشـيح ليخـلـوا مكانـا لغيـرهم … كان اٍحتـرام وتبجيـل الـرعيـل يتقـدم كافة الصفـوف ليبـدأ مـن حـيث يجلـس القائـد محمـد علي اٍدريـس أبـو رجيـلة ورفاق دربـه ـ القادة صالح أبوبكـر والحسـن أبوبـكـر وغيـرهم … لامـس التبجيـل كافة الـذين وضعـوا حجـرا رطبـا على الصـرح الـوطنى العظيم، كمـا خص أرتـال شـهـداء التحـريـر الـذين تم عـرسـهم عبـر سـنوات الكفـاح المسـلح. الكـل كان هنـاك بمـا فى ذلك العاطفة الجياشـة الـتى كانت تطل بـرأسـهـا كلمـا قـرأت صفحـات التاريخ الوطنى الارتـرى قـديمـه وجـديـده، وكان الكادر الـوطنى واقفـا لهـا بالمـرصـاد بهـدف تمكـين العقـل والعقـلانـية واٍيجـاد مسـاحة متسـعة تمكن العقـل مـن العـرض منفـردا، فقـد حـل الـوفـاء مكان العاطفـة وكان له ماأراد، كمـا كوفأ النضـال بتبـوء الشـبـاب مسـاحة كبيـرة فى جسـم نتاج الحـدث، حـيث شـكل 80% بـدلا مـن ال 60% التى كانـت أعلى نسـبة فى قمة طموحنـا واحـلامنـا المتواضـعة … الفكـر حضـر مسـتحيـا خجـلا بعض الشـيئ، لـكنه سـاد مـن غيـر اٍسـم او لقـب، وكانـت كفـته راجحة … أيضـا عـروبة الممارسـة تقـدمـت على عـروبة الأنسـاب كمـا قـاد كبـريـاء الـراعى مسـيـرة العامـل والفـلاح ومـن يسـيـر فى ركابهم … سـيوف العـدل كانـت مشـرعة تتـلألأ خارج أغمادهـا للنيـل من كل فاسـد دخيـل … غصـون السـلام كانـت تحتـل أعلى موضـع فى سـارية الحـدث السـعيـد منـذ البـدء وحتى النهايـات … الشـفافية تجلـت فى أسـمى صورهـا وعلى أنغـام نشـيـد الـوطن المفـدى وأخيـرا ختمـت باٍعـلان النتائج على مسـمـع مـن الضيـوف الـذين شـكلـوا ربـع عـدد المشـاركـين فى الحـدث السـعيـد … كانـت ارتـريـا الوطـن هنـاك ـ خارطة وشـخوص حـيث مـلأت السـاحة بأكاليـل الـرضـاء … كان كل أركان المعارضـة الفتـية هنـاك، حضـر صـديق الأمـس والخصم وكافة الشـركاء السـابقـون واللاحقـون، كلهم صفقـوا لعـواتى … للثورة .. لاٍسـتمـرار النضـال بوتيـرة متناسـقة ومشـاركة وطـنية عـريضـة … حتى المسـافات البعيـدة وقفت حيـرى أمـام اٍصـرار الانسـان الارتـرى، حـيث لم تمنـع عمـراً أو عمّـاراً مـن المشـاركة الفعالـة المؤثـرة عبـر الأثيـر، كمـا كان هنـاك السـيـد مسـئول المنظمـات الجماهيـرية للتحـالف الـديمقـراطى الارتـرى، والصحفى السـودانى المخضـرم الاسـتاذ أبـراهيم عبـد القيـوم، والسـيـد حامـد محمـد آدم عضـو المجلـس الـوطنى السـودانى والأمـين العـام للحـزب الاسـلامى الارتـرى للعـدالة والتنمـية، والسـيـد مسـئول العـلاقات الخارجـية لحـركة الاٍصـلاح الاسـلامى الارتـرى ، وقادة التنظيمات الإسلامية والوطنية والقومية الإرترية ، ومنظمات المجتمع المدني، ومركز سويرا لحقوق الإنسان ، ومركز الخليج للإعلام ، والصحافة السودانية ، ومناديب الصحافة العربية ، حضـرت هـذه الكوكـبة وكان حضورهـا مؤثـرا وكلماتهـا نابعة مـن قلـوب خضـراء تتمنى كل الخيـر لشـعبنـا البطل ووطننـا الأبى، ونـالـت نصيبهـا مـن التصـفيق الحـار وهـو أدق وسـيلة للتعبيـر عـن الـرضـا … حضـر كل الأهـل مابـين مشـارك وشـاهـد ومقيم جـاء يحمـل ميزانه الـدقـيق، الكل فـرح لاٍنتصـار الثوار على أنفسـهم كمـا فـرح لعظمـة الحـدث الوطـنى الكبيـر الـذى تحـدث كثيـرا عـن بـرامج وآليـات المسـقبـل، وكان القـدح المعلىّ للاصـلاء كمـا كانـت السـيادة للـوطن، والأفـواه رددت الجمـلة الخاتمـة التى رددهـا الجمـع معـا … مبارك لكافة عشـاق العـدل والـوحـدة ورفعة الـوطن، مبارك لنـا جميعـا والطمـوح أكبـر وأعظم ………………………………. أخيـرا وليـس آخـر يسـعـدنى ان اردد معهم ذات القـول … مبـارك .. مبـارك والطمـوح أكبـر مـن حصـاد هـذا الـحدث الوطني الذي نفخر به بين الأمم، علـيه لابد ان نجدد الخطاب والعدة والعتاد كلمـا أقتضـى الأمـر ذلك، حتى نتمكن من جبر الكسور عبر الجولات القادمات، والسلام يظل علامات للعدل والنصر وللـوحـدة بشـتى أنـواعهـا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى