حوارات

رئيس جبهة التحرير الارترية في افادات مهمة!

اجرى المنبر الاعلامي الرسمي لجبهة التحرير الارترية( الجبهة.نت)لقاء مع المناضل محمود المداي رئيس الجبهة ادلى فيه بافادات مهمة حول العديد من الاوضاع الراهنة على صعيد الجبهة ومعسكر المقاومة ومنطقة القرن الافريقي.. 

منذ مستهل السبعينات الجبهة تعرضت لسلسلة ابتلاءات في وحدتها لماذا هذا الاستهداف المستمر؟ 

في البدء اعبر عن شكري وتقديري للاخوة في مكتب الاعلام لمابذلوه من جهد لاعادة هذا الموقع لنشاطه والقيام بدوره ومهامه الوطنية بالنسبة لما يتعرض له التنظيم من ابتلاءات ومؤامرات فهو امر طبيعي لان الجبهة مشروع وطني مستمد من ارادة الشعب . فالجماهير التي واجهت الغاء الفدرالية وضم ارتريا الى الامبراطورية الاثيوبية وقاومته واعتبرته استعمارا مباشرا اكيد كانت على نقيض من طرف آخر عكس ذلك في الاتجاه والمطالب ولهذا كانت وماتزال الجبهة مستهدفة . فلولا تأسيس ج ت إ بقيادة الشهيد الزعيم الشيخ ادريس محمد آدم واعلان الكفاح المسلح بقيادة القائد الشهيد حامد ادريس عواتي ومسيرة التضحيات الباهظة لما كانت ارتريا المستقلة ولكانت قضايا الشعب الارتري ومطالبه تعالج في اطار الدولة الاثيوبية .فالطرف الاخر لم يستكن وبدأت المواجهات منذ الوهلة الاولى عبر البوليس والكوماندوس ثم انتقلت الى مرحلة اخرى من الحرب والتعطيل من داخل الجبهة فاخذ يدس داخل التنظيم العناصر المخربة والتي تشكل عيونا وتدل على الافراد المناضلين والمناطق الداعمة للنضال وتعرضت الكثير من المناطق التي كانت ساندة للجبهة الى حرب شرسة من قتل وحرائق وتدمير ادت الى اللجوء بهدف افراغ الوطن من الحاضنة الثورية للجبهة . هذه القوى المعادية والمساعي والخطط التي حاربت الجبهة تمثلت في اوضح صورها في الجبهة الشعبية التي عملت مع الشعبية الاثيوبية في عدوان وتحالف مكشوف الاهداف الى انهاء الجبهة لكن الجبهة لا تنتهي لانها تنظيم عميق الجذور ويستمد قوته من الجماعير الارترية . والدليل على هذا العمق انه كلما تعرضت الجبهة الى محنة تتداعى الجماهير وتقف الى جانبها ولاغرابة في هذا الاهتمام الجماهيري لان الجميع يرى في ج ت إ المشروع الوطني المعبر عنه . وبما ان هذه هي حقيقة العلاقة بين الجبهة والجماهير الارترية فلن تتوقف هذه المؤامرات والابتلاءات في المستقبل . كماً لم تتوقف منذ الاستقلال حتى الآن . فالهزات التي تعرضت لها الجبهة بعد الاستقلال قد تكون مرتبطة وهي في ذات السياق من حيث النتيجة – اي اضعاف وعرقلة مسيرتها – ولكن ليس بنفس الاشكال والاشخاص وللاسف كانت طعنات ممن يتوقع ان يكونوا حماة للمسيرة وبالذات الانشقاق الاخير كان اصعب لسببين احدهما انه ومهما بحثت لن تجد أي سبب يبرره والثاني ان قائد الانشقاق هو رمز من رموز الجبهة ويفترض انه اكثر حرصا عليها من الآخرين ويكون مرجعا في شئون الجبهة لان من قام بتحقيق وبتوقيع الوحدة عام2002م هو القائد عبد الله ادريس مع رفاقه من التنظيم الآخر وتركوا (الجبهة الموحدة) امانة على عاتق هذا الرجل وهو رفيقهم ومن الاساسيين في مسيرة الجبهة فان يقود هو الانشقاق دون حسابات لتأثير ذلك على مسيرة الجبهة كان امرا محبطا .وحتى في المستقبل ولان المشروع تاريخي فان استمرار المؤامرات مسألة غير مستبعدة ونسأل الله ان تكون هذه آخر المحن والابتلاءات التي تعترض طريق المسيرة. 

هل نستطيع ان نقول الجبهة تجاوزت الازمة واستقرت اوضاعها تماما؟. 

خلال اجتماع المجلس الاخير قيمت القيادة كل التطورات الاخيرة والحمد لله وجدنا الجبهة جماهيريا بخير وان القاعدة لم تتأثر كثيرا وماكان من تأثير فقد كان في القيادة اما قاعدة الجبهة فقد انضجتها المحطات المريرة التي تعرضت لها مسيرة التنظيم بما يمكنها من تحديد طبيعة الخلل والخروقات ووقفت في مجملها مدافعة عن الاسس التنظيمية ووقفت الى جانب الشرعية المتمثلة بالقيادة المنتخبة من المؤتمر العام العاشر اما ما يؤسس خارج هذا الاطار فان قواعد وجماهير الجبهة لا يؤمنون به ، وهذه حالة ايجابية كانت عاملا مهما في استقرار الجبهة وتجاوزها لتأثيرات الانشقاق ولذلك وضعنا في اجتماع المجلس برنامجا طموحا وخطط تتلاءم مع صمود القاعدة الجبهجية التي مازالت شديدة الارتباط بالجبهة من فلاحين وعمال ولاجئين ورعيل اول وهو بطبيعة الحال برنامج يتطلب تنفيذه عددا من اللوازم والمعينات منها الذاتي ومنها الموضوعي ونحن سنبذل الجهد ونتمنى ان نوفق. 

منذ اندلاع الحرب الاثيوبية الاثيوبية نلاحظ تقاطعات وتباينات في مواقف قوى كانت موحدة في مواقفها ضد النظام أين الجبهة؟ 

بشكل عام لقد تأثر الوجود الارتري(معارضة ولاجئين) في اثيوبيا بالحرب الاثيوبية الاثيوبية وهذه التأثيرات لم تكن بمستوى واحد على الجميع بل تفاوتت مستويات التأثير بحسب مستوي العلاقة. وفيما يتعلق بالسؤال عن موقف الجبهة من التطورات في اثيوبيا فالجبهة اولا ادانت انغماس نظام اسياس في حرب لاتعني اراريا واجبار الوطن وابناءه على دفع فاتورة حرب باهظة من الارواح والدماء والسلاح والمال وطالبت بسحب الجيش الارتري فورا من الاراضي الاثيوبية . ودعت الى معالجة موضوعية لما ترتب على هذا التدخل من اضرار بالعلاقات بين الشعب الارتري وشعب تقراي. وثانيا طالبت الجبهة بوقف النار وحل المشكلات بين الاثيوبيين عن طريق الحوار . وثالثا طالبت الجبهة بتكوين لجنة تحقيق في الانتهاكات التي تمت بحق المدنيين الاثيوبيين واللاجئين الارتريين ومعاقبة المتسببين في تلك الانتهاكات.رابعا ان الجبهة ترى ان مصلحة ارتريا وشعبها تتحقق بارساء السلام في المنطقة واقامة علاقات تعاون بين شعوبها بما في ذلك شعب التقراي. خامسا الجبهة تؤمن ان اس البلاء والاضرار التي لحقت بارتريا ودول الجوار هو النظام في اسمرا وان بقاءه هو الخطر الاكبر على مستقبل بلادنا وجيراننا وتنمية المنطقة.. وسادسا ان على الاخوة في جبهة التقراي وكذلك عموم شعب التقراي ان يتفهموا ان تصرفات نظام اسياس لا تمثل الشعب الارتري ويتقبلوا رأي ودعوة المعارضة الارترية لاقامة علاقات حسن جوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية . 

في ضوء مواقف وممارسات سلطة اسمرا لتخريب العلاقات الارترية العربية الراسخة الجذور كنا نتابع جهود حثيثة بذلتها الجبهة خلال العام المنصرم لاستعادة حيوية علاقاتها بالاشقاء اين وصلت؟.. 

بالنسبة للعلاقات مع الدول العربية لاشك كان للموقف السلبي لاسياس افورقي تجاه العرب ونكران مواقفهم ومساندتهم ودورهم الكبير في دعم نضالنا من اجل الاستقلال انعكاس على موقف الدول ولكن قيادة الجبهة منذ الاستقلال حرصت على التواصل الايجابي مع الدول العربية وتأكيد العلاقات المصيرية المتينة التي تربط الشعب الارتري باشقائهم العرب . ونحن ايضا ما زلنا مستمرين في هذا التواصل بهدف استعادة الوضع الحقيقي لهذه 

العلاقات وفتح منافذ جديدة على مستوى بعض الاحزاب والشخصيات ومراكز بحوث ومنابر اعلامية نعتبرها مكسبا مهما في طريق مساعي جبهة التحرير الارترية لتصحيح المسار الخاطئ والانحراف الذي تسببت فيه مواقف نظام اسمرا ولكن الدول العربية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بنضالنا ودعمته هي ذاتها تعيش محنا نتمنى ان تتجاوز محنها. وبشكل عام استطيع القول ان علاقتنا مع الاشقاء العرب في الوقت الحالي افضل وسنستمر في مجوداتنا هذه كما ان مجمل التطورات في المنطقة فيها مؤشرات لصالح نضالنا الوطني اذا تمكنا من التعامل معها بشكل ايجابي.. 

باعتبار الجبهة عضو فاعل ومؤسس للمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي وفي ضوء قرار الاخير بالتوجه نحو مؤتمره الثالث ماهي في رأيكم الشروط الضرورية لضمان عقد مؤتمر ناجح؟.. 

بالنسبة للمجلس الوطني فهو حتى الآن افضل مظلة تجمع اكثر من عشرين تنظيم وحزب سياسي وكيان مجتمعي ونحن اعضاء مؤسسين لها ، وهي مظلة ترتبط بمشروع حد ادنى ورغم مافيها من ضعف الاداء لاسباب ذاتية وموضوعية الا انها تعتبر حالة ايجابية ونواة جيدة لارساء علاقات تعاون واحترام بين هذه المكونات واساس صالح للتطوير في المستقبل. وكتجربة لم يكتمل نضوجها من حيث الاسس والضوابط التي تحكم التطورات التي تشهدها ساحتنا بشكل عام ومكونات المجلس بشكل خاص تجتهد القيادة في المعالجات واحيانا تكون هذه الاجتهادات غير موفقة فمثلا المعالجة الاخيرة بخصوص الجبهة لم تكن مرضية لي فقد كان على قيادة المجلس ان تتحرى وتتحقق مما حدث وان تبذل جهودا ومحاولات للتوفيق والاصلاح وبالتالي تتكون عندها صورة واضحة عن حقيقة الاوضاع والمواقف ويفترض ان يكون هذا دور المجلس في مواجهة الاشكاليات التي تواجه مكوناته ونتيجة لفقدان مثل هكذا تحرك والحلول الاجتهادية نجد اليوم في المجلس (جبهة التحرير الارترية) بثلاثة رؤوس داخل المجلس . وربما كان هذا في الماضي نتيجة نقص في الخبرة او ضعف الضوابط والموجهات المقررة لمواجهة مثل هذه الحالات ونتمنى ان تجود وتطور هذه التجربة مستقبلا ونحن سنعمل على تقديم ما نستطيع من اجل ذلك .. 

منطقة القرن الافريقي تشهد تطورات متسارعة وبالنظر الى ان نظام اسياس يلعب دائما ادوارا سلبية في عموم المنطقة هل لديكم اية تخوفات او خشية على سيادة واستقلال ارتريا جراء هذه التطورات؟ 

دول القرن الافريقي جميعها تعيش في حالة من الصراع الداخلي ويمتد في كثير من الاحيان الى صراعات بينها بسبب قياداتها التي انحصر كل همها في البقاء على كراسي السلطة حتى ولو على حساب مصالح دولها وكرامة شعوبها مما يدفع بها الى ان تكون اسيرة وحامية لمتطلبات وشروط الداعم والسند الاقليمي والدول وكنتيجة لهذه العلاقات غير السوية فان كل دول القرن الافريقي فقدت الاستقرار والسلام ووبالتالي فرص التنمية. اما بالنسبة لاثيوبيا فالوضع اكثر تعقيدا لان بنية الدولة ووحدة شعوبها لم تأتي كخيار وطوع وتراضي وانما تمت بالاكراه والاضهاد والقوة العسكرية وكانت الكنيسة تدجن هذه الشعوب باسم الدين فعاشت شعوبها الفقر والاذلال والجهل في عهد هيلا سلاسي الكهنوتي ومنقستو الدكتاتوري هذه الانظمة التي سخرت كل امكانيات اثيوبيا لحربها الاستعمارية في ارتريا فزادت احوال اثيوبيا سوء وتذمرت الشعوب وفي بداية عقد التسعين استطاعت جبهة التقراي اسقاط نظام منقستو وجاءت بصيغة جديدة للحكم يبدو انها لم ترق للامحرا وغيرهم فانفجرت الخلافات والصراع بين جبهة التقراي وأبي احمد المسنود بالامحرا واسياس افورقي الذي عقد الوضع بتدخله المباشر وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية على العلاقة بين شعب التقراي وارتريا مالم تلعب المعارضة الارترية دورا في معالجة الآثار السلبية الناتجة عن تدخل اسياس غير المبرر وغير المسئول. وفيما يتعلق بالمخاوف فانا اشير الى ان وجود منفذ على البحر هو طموح ورغبة كل الاثيوبيين وليس التقراي وحدهم وعلى ما يبدو فان حرب التحرير الارترية كانت كافية لاقناعهم بان القتال عاجز عن تحقيق هذا الطموح ولذلك لا اعتقد ان التقراي تشن حربا لاحتلال ارتريا لكني اتخوف من اختطاف سيادة ارتريا بتدبير من اسياس افورقي من خلال اعطائه شرعية للنيل بقدر او آخر من استقلال وسيادة البلاد ومساعيه بهذا المنحى تحت عناوين الكنفدرالية والفدرالية وربما غيرها واضحة سواء كان على مستوى القرن الافريقي او مع اثيوبيا وخاصة اصراره الدائم على القول ان اثيوبيا وارتريا بلد واحد علاوة على ان كل الارتريين يجهلون الاتفاقات والمعاهدات السرية التي يبرمها بحق البلاد مما يفتح باب المخاوف على مصراعيه وهو ما يسلتزم من جميع ابناء ارتريا الحذر والمتابعة الدقيقة لاية تطورات مفاجئة في هذا الخصوص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى