14-Nov-2014
عدوليس ـ ملبورن ـ ( خاص)
تبدو تقاسيمه مطابقة ل “خارطة الوطن” المسافر، لكنه لا يكف أبدا عن رسم خرائطاً أخرى تختزل المسافة الفاصلة .. لا يقنع بأقدار طارئة تخطف الحلم.. ولا يُسلم للنعاس حدقاته ..يرتشف قهوة قلقه الموغل، ليسطر للحلم المخاتل مواقيتا أخرى تؤرخ لأزمنة قادمة، ولتباشير فجرٍ يُولد على مرمى ضوءٍ من العين ..
لا اليأس يدركه ولا عتمة اللحظة العاثرة تثنيه عن المكابدة .. مكابدةٌ مزدوجة يدرك مسبقاً استحقاقاتها المُكلفة، لكنه يخضها -محتشدا “برائحة سلاحه” النفاذ، كما لو كان في موقعةٍ من “ملاحم هوميروس” ..!لا يهادن أية فكرةٍ مائعة تبسط ظهرها “للرعاع” . أو طاعةٍ تستكين “لأولي الأمر” .. ! هكذا يُشهر حربه الضروس في أكثر من موقعة واحدة، بين المفردة والفكرة ..بين مقارعة حكم الاستبداد، و “مشاريع المستبدين الجدد” .هكذا يبدوا متسقاً مع رؤاه، التي لا تقبل القسمة على اثنين.. ولا تُكدِس مقاديرها في “تايتنيكات” مبحرة نحو الضياع .يعيد تشكيل الخارطة بالفكر الثاقب والرؤية الواضحة، والمفردة الأنيقة .. يَحبكُ تفاصيل الرواية كما ينبغي أن تكون، لا كما يريد “سماسرة الأوطان” الذين تسربوا من خلف أوجاع الناس ليحيوا استبداداً، أو مشاريعا ماتت مئات المرات قبل أن تولد .. ! هكذا يتخير موقعه “الجرامشي” ليؤكد من جديد أن جغرافيا “المثقف العضوي” لا زالت ممكنة تحت هذه الشمس ..رغم كل ما يبدو من ضبابية المشهد، وانتهازية من يُصوّرون ك “نخب” ! هو “كهال” بكل بساطة، لا يعرف المداهنة ولا المهادنة ..منتمي لذاته قبل الآخريين ..للمبادئ لا الشخوص .. للوطن لا العُصب .هكذا يرسم خارطة أخرى تبدد عتمة المشهد ..وتبسط للشمس عوالمها كي يكتمل الإشراق .• يسر موقع ” عدوليس ” ان ينضم إليه الاستاذ الزميل محمود ابوبكر في كتابة راتبة تحت عنوان ( ملامح ) ومحمود صحفي وكاتب إريتري ، يقيم بين القاهرة والجزائر . صدرت له ( مرايا الصمت ) في الأدب الإريتري . والسادسة بتوقيت التحرير يرصد فيه وقائع الثورة المصرية .
